فرسان الهيكل و النظام العالمي الجديد :
دائما ما كنت أقول بأن هذا العالم لا يعيش في تناغم و سلام و احترام متبادل ، و سباق مفتوح من أجل التقدم العلمي للرقي بحياة الانسان من جميع النواحي أينما كان ، لان هذا التفكير يقوي فكرة العشوائية و الصدفة ، لكن الحقيقة المخفية غير ذلك تماما ، فهاته الدنيا هي ساحة صراع أزلي نزل اليها الانسان بمشيئة الله سبحانه و تعالى ليخوضه ثم ينتهي.
صراع بين الخير و الشر و كل المؤمنين أينما وجدوا مقتنعين بذلك ، صراع بين التوحيد و الشرك أو اللادين ، و لكل فئة من الاثنين أنصار و أتباع ، و ستبقى على هذا الحال الى أن تقوم الساعة ، و بالرغم من كل ما حدث و ما سيحدث فان الله سبحانه و تعالى متم نوره و لو كره الكافرون .
لكن للأسف فان هذا الواقع قد تم تغييبه من طرف القوى البارزة في العالم باستعمال أساليب ذكية ظلت تتطور يوما بعد يوم كالاعلام و التكنولوجيات الحديثة ، و قد نجحت هذه الطائفة الى حد بعيد في مشروعها لتفرز جيلا ذو فكر موحد من الشرق الى الغرب كل همه هي الحياة المادية و ملذاتها ، لكن عصر الاستيقاظ قد أوشك و دوام الحال من المحال .
حزب الشيطان :
عزيزي القاريء ان كنت تظن بأن الشيطان عليه لعائن ربي يقتصر دوره في اغواء الانسان على الوسوسة و فقط فانك بعيد كل البعد عن الحقيقة ، لأن هذا الاخير هو من يقود أعتى و أقوى الجيوش في العالم من بني البشر ، و هو الذي يخطط لهم و يبرز أي النقاط التي يجب التركيز عليها ، و كذلك هو من يزودهم بهذا الكم الهائل من العلوم المادية التي تضر و لا تنفع ، و هدفه معروف و هو صد الناس عن السبيل و ذلك مصداقا لقول المولى عز و جل :
(وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَوْلَٰدِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا) الآية 64 من سورة الاسراء.
و على مر الزمان فقد كانت هناك معابد يعبد فيها الشيطان من طرف طوائف معينة و يتم التقرب اليه .
أما في عصرنا هذا فان عرش الشيطان يوجد في أمريكا و منها ينطلق جنوده لتنفيذ مخططاته حول العالم و منها أيضا تنطلق كل الافكار الداعية الى التحرر على الاعراف و المعتقدات ، أما ظاهريا فهي بلد السلام و الحلم الامريكي الذي يحلم به كل شاب فوق المعمورة ، و في هذا السياق نتذكر لماذا سميت ببلاد العم سام ؟
انه اختصار لاسم سامري و سنخصص موضوعا خاصا به في قادم الايام ان شاء الله.
لماذا تقود أمريكا العالم بالرغم من أنها حديثة النشأة ؟
عرف العالم الحديث القارة الامريكية خلال القرن الخامس عشر 15 و بالضط سنة 1492 على يد الملاح الايطالي كريستوف كوليمبوس ، و كان ساكنوها قبائلا بدائية من الهنود الحمر لا يرقون الى مستوى الحياة المتقدمة في ذلك الزمن التي يعيشها باقي سكان العالم و خاصة الدول القوية مثل انقلترا و اسبانيا و ايطاليا و فرنسا و العرب المسلمون .
الا أنها في ظرف وجيز أضحت هي الاكثر تقدما و رقيا و هي من تتخذ قرارات الغير على جميع الاصعدة . ألم تتساءل يوما كيف كان ذلك ؟
أمريكا و فرسان الهيكل ؟
حين تم اكتشاف القارة الامريكية ، كانت هناك طائفة مطاردة من طرف الكنيسة ، و كان أصل هذه الطائفة يعود الى بيت المقدس و هم سلالة الاشخاص الذين أظلهم السامري و عبدوا العجل ، و كانوا يطلقون على أنفسهم فرسان الهيكل و هم أكثر الناس دراية بالوقائع الدينية الماضية و بالمعجزات و هم من يعطون لأنفسهم صلاحية امتلاك ارث أنبياء بني اسرائيل بما في ذلك هيكل النبي الحكيم سليمان عليه السلام ، و هم لا يعتبرونه نبيا و انما يعتبرونه ملكا حكيما ، و كذلك تابوت العهد الذي أمر سيدنا موسى عليه السلام بصناعته و يحتوي على الألواح و العصى و اشياء أخرى لا نعلمها .
و هم نفسهم من أسسوا و ألفوا الكابالا أو ما يسمى بالتصوف اليهودي (سنتكلم عنها في موضوع لاحق) .
كان فرسان الهيكل من أغنى الناس و من أكثرهم نفوذا ، و كانت الكنيسة تطاردهم لان أفكارهم و معتقداتهم تعتبر خروجا على العقيدة النصرانية ، حين تم اكتشاف القارة الامريكية توجهو اليها مباشرة ليؤسسوا مملكتهم فوق أرضها باستعمال المال و النفوذ و جعلوها مفتوحة لتكون وطنا لكل من يحلم بالحرية .
فرسان الهيكل و النظام العالمي الجديد :
بعد استقرار الاوضاع في القارة الامريكية و استقطاب النخب من كل أنحاء العالم ، بدأت هذه الطائفة في وضع الخطوط العريضة للسيطرة على العالم و جعله مملكة لهم يقودونها وحدهم و يتصرفون فيها كيفما شاؤو ، و ذلك بناءا على تعاليم مهندسهم الاعظم (الشيطان) .
أولا قامو بتبني منظمة البناؤون الاحرار (الماسونية) التي ظهرت و كانت تنشط في بريطانيا ، حيث كان لها أتباع كثيرون من الاشخاص المهمين و المؤثرين في العالم مثل الرؤساء و قادة الجيوش و الفنانون و الاعلاميون و غيرهم .
أسسوا فكرة التنوير التي تملي على الانسان الايمان بالعلوم و المادة فقط ، و هذه أولى اللبنات لطمس العقائد و الملل المنتشرة في العالم ، و قد نجحوا الى بعد ما في هذا المجال.
بعدها قاموا بتأسيس النظام العالمي الجديد الذي كان امتدادا لنظام عالمي قديم حكم العالم سابقا من أرض مصر ، و ذلك يتجلى في شعاراته و رموزه التي لا تخلو من الهرم و العين و عبارات تتكلم عن الأقباط و الفراعنة .
ثم وضعوا أركان المثلث الثلاثة و هي الاقتصاد الاعلام و السياسة ، من الجانب الاقتصادي فقد أسسوا البنك الفيديرالي و بواسطته تم تحريف العملة لتتحول من عملة حقيقية ذات قيمة مصنوعة من الذهب و الفضة الى أوراق و أقنعوا باقي العالم بها و هنا ظهر الدولار كعملة عالمية و مقياس للتحكم بمستوى المعاملات و الاقتصادات العالمية .
ثم صنعوا الاعلام و هو بمثابة سحرة فرعون ، حيث يتحكمون به في العقول البالية الهشة التي تصدق كل شيء ، و من خلاله يستطيعون زرع أي فكرة أو توجه يريدون في العقول باستعمال نظريات مدروسة بدقة كالنظرية التراكمية .
أما من الجانب السياسي فقد أسسوا فكرة الديمقراطية الحديثة و روجوا لها ، و هدفهم منها هو خلق حكومة عالمية موحدة يرأسها شخص واحد ، و من أجل ذلك فقد أسسوا جميع الهيئات العالمية المعروفة و التي نرى على أرض الواقع وضح تحيزها و عدم قيامها بالادوار التي نتوهم أنها منوطة بها ، مثل منظمة الامم المتحدة ، مجلس الامن العالمي ، محكمة العدل الدولية ...... الى غيرها من الهيئات الاخرى.
و أحسن فيلم كشف بعض طرق عمل تنظيماتهم السرية هو فيلم (شيفرة دافنتشي the da vinci code)
لماذا تدافع أمريكا عن الكyان الsهيoني :
من المؤكد أنك فهمت الآن لماذا تتحرك أمريكا بقواتها حول العالم و خاصة في منطقة الشرق الاوسط و ذلك لاستباق أي خطر قد يهدد سلامة الكyأن الsهيoني ، لأن هذا الاخير هو مهد النظام الحقيقي الحاكم في أمريكا و هم القادة الفعليون للنظام العالمي الجديد و ليس العكس كما يتوهم الكثير منا.
و مازالوا متمسكين ببيت المقدس لانهم يعلمون علم اليقين بأن هناك حكمة الاهية تبقيهم الاقوى ما داموا يحكمون هذه البقعة من الارض ،
الهدف الاسمى للنظام العالمي الجديد :
اذا كنت تتصور بأن الحلم الامريكي يقود العالم الى السلم و الازدهار و الرقي على جميع الاصعدة فانك واهم ، لأن هدفهم بعيدا جدا عن تفكيرك و يعاكسه تماما في الاتجاه .
فالحقيقة التي قد لا تعرفها أن هدفهم عقائدي بحت ، فهم يسعون بقيادة الشيطان بتعجيل الشروط التي تمهد الطريق لظهور المسيح الدجال الذي ترجح الكثير من المصادر أنه نفسه السامري و هو مخلصهم المنتظر.
فمن ناحية الايمان فهم مؤمنون بوجود الله سبحانه و تعالى ، لكن الفكرة التي لديهم تملي عليهم بأن يكونوا خداما للشيطان من اجل نصرته فهم يرون بأن الله سبحانه و تعالى قد ظلمه بالقدر الذي قدره له ثم عاقبه ، فهم يتصورون بان الله سيغير رأيه ان رأى بأن الشيطان قد تبعته كل البشرية (حاشى لله و تعالى عما يفكرون علوا كبيرا).
العدو الحقيقي لفرسان الهيكل ؟
اذا تكلمت ثانية عن عقيدة فرسان الهيكل فاني اعتبرهم صوفية متنورين ينتهجون الكابالا و أعظم كتبهم في هذا المجال هو كتاب الزوهار باللغة العبرية و معناها بالعربية النور ، صوفية لكن في حضرة الشيطان .
و هم نفسهم من قاموا بنشر هذه الطرق الصوفية الضالة في أغلب البلدان العربية و ذلك لتغطية و تغيير مشارب الصوفية الاسلامية الحقيقية التي تدعو الى تهذيب النفس و الارتقاء بالروح للتحرر من ملذات الدنيا الزائلة للوصول الى اليقين .
و هذه الطرق همها الاختلاط بعالم الجن و الشياطين و امتلاك الخدام من العوالم الاخرى و من هنا عم السحر و الشعوذة كل بقاع الارض ، فالكابالا مستمدة من كتب السحر التي جمعها سيدنا سليمان عليه السلام و أخفاها قديما.
وهنا قد تحتار ان قلت لك بأن الزاوية هي الكابوس الاسود بالنسبة لفرسان الهيكل ، و لا أقصد أي زاوية و انما الزاوية التي مازالت محافظة على الطريقة الصحيحة الغير مخالفة لتعاليم سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم ، الزاوية التي تنتهج النهج الصوفي الصحيح الذي يوصل الى الحكمة الخالصة ، و يجعل من الانسان متبصرا يرى بنور الله سبحانه و تعالى .
صوفية في حضرة الخالق جل و علا ، لا اتصال لها بعالم السحر و الجن و الخارافات ، و من هنا نفهم ما معنى السفلي و العلوي ، فمن يسرون في طريق الشيطان فهم سحرة سفليون أما من يسير في طريق الرحمن فهم طهرة عليون .
و هذا النوع من الزوايا لم يعد موجودا الا في دولة الجزائر ، حيث توجد بها أكبر زاوية (القلب النابض للطريقة الصحيحة في العالم بأسره) لا نستطيع التكلم عن تفاصيلها أكثر في هذا الموضوع ، بحوزتها أضخم رصيد من العلوم و المخطوطات القديمة القيمة و القائمون عليها هم أناس صالحون من نسل رجال أفنوا حياتهم في خدمة الدين الاسلامي و وصلوا الى مراتب عليا في مجالي الروحانيات و التبصر ،وهم أدرى الناس بتحركات التنظيمات السرية لفرسان الهيكل في العالم الحديث و بمشاريعهم الخبيثة.
كما لا يجب أن يفوتني أن أذكر بأن العديد من المخطوطات التي تخص فرسان الهيكل و التي هم في حاجة ماسة اليها قد أصبحت من ممتلكات الزاوية المذكورة قبل زمن بعيد و ذلك بفعل فاعل.
لذلك لا تتعجب ان رأيت سمو المكانة التي يوليها النظام الجزائري للزوايا و مشايخها ، فهم يستحقون التبجيل لأنها البوصلة التي توجه السفينة و هم جرس الانذار .
لهذا لا يجب أن نتعجب أكثر من التباعد الأبدي بين جحر المتنورين و مهد المتبصرين ، اسرائيل و الجزائر. و يجب أن نقتنع بأن كل ما يحدث في العالم ككل هو بسبب الصراع الخفي بين الاثنين ، أما باقي دول العالم فتنقسم بين حليفين نصف للأول و النصف الآخر للثاني .
.... تكملة الموضوع ستكون حول توقعات الصدام بين الاثنين بداية من 2021 ، فالرجاء التفاعل و مشاركة الموضوع لنقدم محتوى أكثر